خامساً
المشاكل التي يواجهها المسلمون و حلولها المقترحة
1.
المسلمون اليابانيون يسكنون متباعدين في مدن و مناطق متفرقة و معظمهم مسلمون جدد محتاجون إلى دراسة
أكثر للإسلام. لكن قليلاً من المسلمين اليابانيين يستطيعون الوصول بسهولة للمراكز
الإسلامية المتواجدة في المدن الكبرى لتعلم الإسلام. المساجد المحلية القريبة
والتي يشرف عليها غالباً المسلمون الأجانب تكون جذابة للمسلمين الاجانب ليعيشوا
فيها أجواء بلادهم و ليست جذابة بالمستوى نفسه للمسلمين اليابانيين الذين يعيشون
أصلاً في أجواء بلادهم، و باعث الحنين إلى المسجد الموجود عند المسلم الأجنبي هو
أخف عند المسلم الياباني الجديد. لذلك يقترح إيجاد نقاط جذب للمسلمين اليابانيين في المساجد كأن
تقام دورات تعليمية و محاضرات باللغة اليابانية و أن يلقى جزء من الخطبة باللغة
اليابانية. لكن قلة من المسلمين اليابانيين مؤهلون لتنفيذ نقاط الجذب تلك.
2.
المشكلة الثانية هي مشكلة
مكان دفن من يتوفى المسلميين سواء كانوا يابانيين أو أجانب. فحتى عام 2000 لم يكن
هناك إلا مقبرة واحدة في ( ياماناشي ). ثم أسست مقبرة في (هوكايدو) و أخرى في
طوكيو. و المقابر الثلاث تتركز في النصف الشرقي فقط من اليابان. و تتعمق المشكلة
بانعدام شبكة تواصل بين المسلمين اليابانيين في المناطق المختلفة، فلا تعرف عائلة
المُتوفى كيف تتصرف و بمن تتصل، و لن يعرف المسلمون
الآخرون عنه. لذلك هناك حاجة ماسة لوجود مقبرة إسلامية في كل محافظة فيها المسلمون
و لتشكيل شبكة تواصل بين المسلمين.
3.
المؤسسات الإسلامية و المساجد تقدم المعرفة الإسلامية عن
طريق الدورات التعليمية و طباعة الكتيبات و هذا مهم جداً و يجب أن يستمر، لكن يجب
التركيز على تقديم المعرفة الإسلامية من خلال الإنترنت. ففي هذه الأيام غالباً ما
يلجأ الياباني إلى الإنترنت لإيجاد ما يود معرفته بسهولة.و انتشار الإنترنت يتوسع
باستمرار، إذ يستخدم 70% من اليابانيون الإنترنت، و تحديداً يستخدم 90% من الفئة
العمرية 13-49 عاماً الإنترنت.
و لعل أشهر
مواقع الإنترنت الإسلامية اليابانية هو موقع Islam Web Site-Japan و الذي أنشأ
عام 1996 و لا زال مستمراً حتى الآن. و قد تصفحه خلال السنوات الثنتي عشرة هذه ما
يقرب من أربعة ملايين شخص، بمعدل 900 شخص كل يوم. في هذا الموقع يستطيع المسلمون
داخل اليابان الحصول على المعلومات الإسلامية الحية بالزمن الحقيقي. و الآن ندرس
فكرة إنشاء إذاعة إسلامية و بث أفلام تعليمية قصيرة في موقع Islam Web Site-Japan
و الخلاصة،
فإن الإنترنت هي بلا شك أفضل وسيلة تعليمية للمسلمين الجدد و هي في الوقت نفسه
أفضل وسيلة يفهم الأشخاص العاديون الإسلام من خلالها. قلا بد من تعزيز هذه
المواقع.
4.
أخيراً
لنتناول القضية الأهم و هي التربية الإسلامية لأطفال المسلمين.
المعهد
العربي الإسلامي في طوكيو يبذل ما بوسعه لتقديم دورات لغة عربية و دورات تعليمية
إسلامية لمن هم فوق 15 عاماً. هذا المعهد الذي أسسته الحكومة السعودية عام 1982
يخرّج كثيراً من الطلاب الوجهاء، و نحن كمسلمين يابانيين ممتنون لهذا الدعم من
خارج اليابان.
لكن لايوجد مدرسة إسلامية بدوام كامل
تضمّ الأطفال تحت سنّ 15 عاماً خاصّة أنهم أصلاً يتوزعون مبعثرين في المدن مع
عائلاتهم. فهم يذهبون إلى المدارس الحكومية العادية الابتدائية و الإعدادية في
أيام الدوام الرسمية، و فقط من يسكن منهم بجوار مسجد له مدرسة إسلامية (وهي حالياً
ثلاثة مساجد فقط: مسجد كوبه و مسجدان في طوكيو) يذهب إلى تلك المدرسة التي تفتح
أبوابها لهم في عطلة نهاية الاسبوع فقط و تعلمهم قراءة القرآن و شيئاً من العقيدة
و الفقه. أما العائلات المسلمة التي تسكن بعيداً عن المساجد فلا سبيل لتربية
أطفالها إسلامياً إلا أن يقوم الوالدان بذلك بأنفسهم. لكن لا يستطيع الوالدان
كثيرو الأشغال تقديم التربية الكاملة الكافية لأولادهم، و كثيراً ما نرى أولاداً ليس
عندهم المعرفة الإسلامية مع أن أباءهم و أمهاتهم مسلمون.
إن التربية
الإسلامية للأولاد هي أهم عوامل نجاح مستقبل الإسلام في اليابان، و إهمالها هو
إضاعة لهذا المستقبل باعتقادي.
حتى إن
اتفقنا على أن بناء مدرسة إسلامية رسمية في كل منطقة هي إحدى الحلول الناجعة نجد
أن هذا غير ممكن في ظروف الوضع الحالي بالنظر إلى قلة الطلب على هذه المدارس، و
صعوبة الإجراءات و ارتفاع النفقات و نقص الموارد البشرية المؤهلة. لكن نأمل تجاوز
هذه العقبات و إنجاز المدارس على أرض الواقع في المستقبل البعيد.
ما يمكن
تحقيقه فعلياً الآن هو:
² توطيد العلاقات بين المساجد و افتتاح
دورات تعليمية اسبوعية للأطفال
² إعداد مواد دراسية إسلامية خاصة
بالأطفال
² توعية الوالدين و خاصة الأمهات بضرورة
تربية الأطفال و زيادة المعرفة الإسلامية عند الوالدين و ذلك من خلال صفحات
الإنترنت و المطبوعات الإسلامية.
و السلام
عليكم